كلمة رئيس القطاع

خالد عليان
رئيس قطاع التلفزيون – قناة سبأ الفضائية

عندما يفكر البعض في إطلاق قناة تلفزيونية جديدة يعد الأمر مشروعاً إعلامياً، نحن فكرنا فيه كحلم ولأن الأحلام في اليمن أضحت صعبةً 
ولا تولد عبثًا، فقد بدأنا العمل في قناة سبأ الفضائية جاهدين لنضيف رقماً مؤثراً في خارطة الإعلام. كنا نبحث عن صوت يشبهنا، نبض يخرج من الناس ويعود إليهم، عن رواية يمنية لا يكتبها اليأس، لكن تكتبها الحياة وتكون فصولها الأمل. رأينا في سبأ كتاريخ ومملكة وحضارة عريقة فرصة لإعادة الاعتبار لهوية اليمن – للإنسان – للأرض، للتاريخ، للوجدان وحتى للمستقبل – وقررنا أن تكون البداية تليق بالشعب الذي يستحق إعلاماً يرى فيه ذاته، ومستقبل أجياله. منذ اللحظة الأولى، وضعنا رؤية دقيقة وخطة استراتيجية تؤسس لهوية متكاملة: بصرية وصوتية، حركية وثابتة، تتحدث عن اليمن القديم والجديد، بالموروث التاريخي والثقافي، وبروح الحاضر، وبعين تتطلع إلى المستقبل.


إن كل لقطة، كل لون، كل نغمة، كل فكرة… صيغت لتكون انعكاساً لمكانة الإنسان اليمني، لعزته، لذاكرته، ولصوته حين لا يجد من ينقله وحتى لأوقات راحته حين لا يجد من يراعيها فخلال أشهر متواصلة من العمل، خضنا تجربة عملية لم تكن سهلة.  انتقلنا من قاعات النقاش إلى ساحات الميدان، من أفكار الورق إلى نبض المدن والجبال والسهول والشواطئ… من مأرب إلى حضرموت، من عدن إلى صنعاء، من تعز الى سقطرى، هنا وهناك في جغرافيا اليمن الكبير نلتقط الوجوه والضوء والصوت، ونصوغ منها لغة إعلامية تليق بالشعب والوطن.  كنا ندرك أن الإمكانيات محدودة، وأن الطريق وعر، لكن الإيمان الذي حملناه بداخلنا كان أوسع من كل التحديات، فكنا نبني شيئاً لا يُشرح… بل يُشعر. لأن الصدق لا يحتاج إلى توضيح، والانتماء لا يُشترى، والإبداع حين يكون نابعاً من حب، لا يمكن ان يُخفى على أحد.  أنا لا أكتب اليوم كمسؤول عن القناة فحسب، أنا واحد من أبناء هذا الوطن.  في هوية قناة سبأ أرى ملامح (أبي) رحمه الله حين كان فلاحاً يزرع الحلم بيديه، وأسمع صوت (أمي) رحمها الله تغني للأمل كل صباح، أرى مدينتي القديمة وهي تنفض غبار النسيان، وأسمع هتاف الجنود الذين يدافعون عن وطنهم، وأرى في عيون (أبنائي) أحلام الغد المشروعة بالاستقرار والنماء.  إن ما نقدمه لكم في هذا العمل ليست فقط هوية بصرية لقناة، بل دعوة لحوار جديد مع الجمهور، حوار بلغة يمنية خالصة، صادقة، أصيلة، فيها الحب والكرامة والنور. 


نعدكم: أن قناة سبأ لن تكون مجرد شاشة ملونة ولا رقماً عابراً يضاف الى جملة أرقام لقنوات تتصارع على البقاء في عالم الفضاء المفتوح.
هي ستكون بتوفيق الله وعونه، وبجهد طاقمها المختار بعناية، وبتواصلكم الدائم معنا عبر حساباتنا الرقمية، ذاكرة اليمني التي لا تنطفئ، وحاضره الذي لا يتوقف عن العمل، وروحه الوثابة نحو المستقبل … ووعدٌ بأن يُروى هذا الوطن في كل محفل محلي وعربي ودولي كما يليق به.   

                                                                                                                  
لن أنسي ختاماً: أن أتوجه بالشكر والعرفان لكل من آمن بهذه الفكرة، ووقف إلى جوارها، وساهم في تحويل هذا الحلم إلى واقع..


زر الذهاب إلى الأعلى