شهدت بحيرات الأمازون البرازيلية قبل عامين حدثًا بيئيًا مروعًا، حيث ارتفعت درجات الحرارة إلى مستويات أعلى من حوض استحمام ساخن، ما أدى إلى وفاة أكثر من 200 دلفين وعدد لا يحصى من الأسماك والحيوانات المائية الأخرى.
وسجلت بحيرة تيفي البرازيلية درجة حرارة بلغت 41.0 درجة مئوية، في ظاهرة نادرة، وصفها العلماء بأنها حالة طوارئ مناخية حقيقية.
وجمع فلايشمان، من معهد ماميراوا للتنمية المستدامة في البرازيل، وفريقه بيانات من الأقمار الصناعية وقياسات مباشرة للبحيرات، لتحديد الأسباب وراء هذه الكارثة، التي تضمنت: سرعة الرياح المنخفضة، وانخفاض عمق المياه، وإشعاعًا شمسيًا مرتفعًا لمدة 11 يومًا، ومياهًا أكثر ضبابية تمتص حرارة الشمس بشكل أكبر.
وأكد الفريق البحثي أن تغير المناخ كان العامل الرئيس، بما في ذلك ارتفاع درجات حرارة المحيطات وظاهرة النينيو المعتدلة إلى القوية.
وأشارت الدراسة إلى أن درجات الحرارة تجاوزت 37 درجة مئوية في خمس من البحيرات العشر التي تم فحصها، وأن التقلبات الحرارية الكبيرة بلغت 13 درجة مئوية، ما سبب إجهادًا حراريًا قاتلًا للكائنات المائية.
وقال عالم البيئة، أدريان بارنيت، من جامعة غرينتش، لصحيفة الغارديان: “ارتفاع درجة حرارة الماء بمقدار 10 درجات مئوية أمرٌ لا مثيل له، والطاقة اللازمة لتحقيق ذلك في هذه الكميات الهائلة من المياه مذهلة”
في ذلك الوقت، أشار صندوق الحياة البرية العالمي إلى فقدان 10% من أعداد الدلافين المحلية خلال أسبوع واحد، بما في ذلك 130 من دلافين النهر الوردي و23 من دلافين توكوكسي، وكلاهما من الأنواع المهددة بالانقراض.
وأوضح عالم الأحياء أدلبرتو فال: “عندما تصل درجة حرارة الماء إلى 41 درجة مئوية، تتوقف الأسماك عن العمل: تتوقف إنزيماتها، وينهار التمثيل الغذائي وتموت”.
وتضم منطقة الأمازون أكبر مساحة متبقية من الغابات المطيرة الاستوائية، وتمثل نحو خمس المياه العذبة على الأرض، لكن الظروف المناخية المتغيرة تعمل على تجفيفها تدريجيًا.
وأظهرت البيانات أن متوسط درجات حرارة مياه بحيرات الأمازون الوسطى ارتفع بمقدار 0.6 درجة مئوية كل عقد منذ عام 1990.
ويقول عالم البيئة، جون ميلاك، من جامعة كاليفورنيا، في سانتا باربرا: “نشعر بالقلق من تزايد شيوع هذه الظروف، فالآثار على التنوع البيولوجي والمجتمعات المحلية بالغة الخطورة”.
المصدر : إرم نيوز




